السبت، 24 أبريل 2010

قصه الصحابي : بلال بن رباح

الان اقدم لكم فى مدونة التعليم للكل قصه الصحابي ( بلال بن رباح )

لتحميل الملف بصيفه pdf اضغط على الصورة اسفل

كان عمر بن الخطاب إذا ذكر أبو بكر قال :

" أبو بكر سيدنا ، وأعتق سيدنا "

وإن رجلا يلقبه عمر بسيدنا لهو رجل عظيم ومحظوظ ....

لكن هذا الرجل الشديد السمرة ، النحيف الناحل ، المفرط الطول ، الكث الشعر ، الخفيف العارضين - كما وصفة الرواة – لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه إليه إلا ويحنى رأسه ويغض طرفه ، ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل :

( إنما أنا حبشي كنت بالأمس عبدا )

فمن هذا الحبشي الذي كان بالأمس عبدا ؟؟؟؟؟

إنه " بلال بن رباح " مؤذن الإسلام ومزعج الأصنام ....

إنه إحدى معجزات الإيمان والصدق ......

إحدى معجزات الإسلام العظيم ........

إن كثيرا من علية البشر ، وذوى الجاه والمال لم يظفروا بمعشار الخلود الذي ظفر به بلال العبد الحبشي

لكن صدق إيمانه وعظمة الدين الذي أمن بة بوأه في حياته وفى تاريخه مكانا عليا بين عظماء الإسلام

إن سواد بشرته وتواضع حسبة ونسبة وهوانه على الناس كعبد فقير لم يحرمه حين اثر الإسلام دينا من أن يتبوأ المكان الرفيع الذي يؤهله له صدقه ويقينه وطهره وتفانيه .

إسلام بلال :

إنه حبشي من أمة السود جعلته مقاديره عبدا لأناس من بني جمح بمكة ، حيث كانت أمة إحدى إمائهم وجواريهم .

كان يعيش عيشة الرقيق تمضى أيامه متشابهة قاحلة لا حق له في يومه ولا أمل له في غدة ....!!!!

ولقد بدأت أنباء محمد ( صلى الله عليه وسلم ) تنادى سمعة ، حين أخذ الناس في مكة يتناقلونها وحين كان يصغى إلى أحاديث سادته واصيافهم ، سيما (أميه بن خلف) أحد شيوخ بني جمح القبيلة التي كان بلال أحد عبيدها .....

لطالما سمع أميه هو يتحدث مع أصدقائه حينا وأفراد قبيلته أحيانا عن الرسول حديثا يطفح غيظا ، وغما ، وشرا .

وكانت أذن بلال تلتقط من بين كلمات الغيظ المجنون ، الصفات التي تصور له هذا الدين الجديد ... وكان يحس إنها صفات جديدة على هذه البيئة التي يعيش فيها ، كما كانت أذنه تلتقط من خلال أحاديثهم الراعده المتوعدة اعترافهم بشرف محمد وصدقه وأمانته .

وذات يوم يبصر بلال نور الله ويسمع في أعماق روحه الخيرة رنين فيذهب إلي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ويسلم ......

ولا يلبث خبر إسلامه أن يذيع ، وتدور الأرض برؤوس أسيادة من بني جمح .. تلك الرؤوس التي نفخها الكبر وأثقلها الغرور وتجثم شياطين الأرض فوق رأس "أميه بن جمح" الذي رأى إسلام عبد من عبدانهم لطمه جللتهم جميعا بالخزي والعار .

عبدهم الحبشي يسلم ، ويتبع محمد !!!!!

أما بلال فقد كان له موقف ليس شرفا للإسلام وحدة ولكنه شرف للإنسانية جميعا ...

لقد صمد لأقصى ألوان التعذيب صمود الأبرار العظام .

لقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها إلى جهنم قاتلة فيطرحونه على حصاها الملتهب وهو عريان ثم يأتون بحجر مستعر كالحميم ينقله من مكانه بضع رجال ويلقون به فوق بلال .

ويتكرر هذا العذاب الوحشي كل يوم حتى رقت لبلال فرضوا أن يخلوا سبيله على أن يذكر ألهتهم بخير ولو بكلمة واحدة تحفظ لهم كبريائهم ، ولا تتحدث قرش أنهم انهزموا صاغرين أمام صمود عبدهم وإصراره .

ولكن حتى هذه الكلمة العابرة رفض بلال أن يقولها ...!

نعم لقد رفض أن يقولها وأخذ يردد نشيده الخالد :

( أحد ، أحد )

ويذهب إليه أبو بكر الصديق وهم يعذبونه ويصيح بهم :

" أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله "..؟؟؟؟؟

وباعوه لأبى بكر الذي حرره من فورة وأخذ بلال مكانه بين الرجال الأحرار ......

مؤذن الرسول :

وبعد هجرة الرسول ( صلى الله عليه وسلم )

والمسلمين إلى المدينة واستقرارهم بها ، يشرع الرسول للصلاة أذانها ....

فمن يكون المؤذن للصلاة خمس مرات كل يوم ؟

إنه بلال لقد وقع اختيار الرسول عليه اليوم ليكون أول مؤذن للإسلام وبصوته الندى الشجي مضى يملأ الأفئدة إيمانا والأسماع روعه وهو يردد :

الله أكبر الله أكبر

الله أكبر الله اكبر

أشهد أن لا إله إلا الله

أشهد أن لا إله إلا الله

أشهد أن محمدا رسول الله

أشهد أن محمدا رسول الله

حي على الصلاة

حي على الصلاة

حي على الفلاح

حي على الفلاح

الله أكبر الله اكبر

لا إله إلا الله

وينشب القتال بين المسلمين وجيش قريشا الذي قدم المدينة غازيا وتدور الحرب عنيفة قاسية ضارية وبلال هناك يصول ويجول في أول غزوة يخوضها الإسلام ، غزوة "بدر" تلك الغزوة التي أمر الرسول عليه السلام أن يكون شعارها :

< أحد ، أحد >

وتمضى الأيام ..... وتفتح مكة ......

ويدخلها الرسول عليه السلام مكبرا شاكرا على رأس عشرة ألاف من المسلمين ...

ويدخل الرسول الكعبة مصطحبا بلالا ويأمره أن يعلو ظهر المسجد ويؤذن .

ويؤذن بلال .. فيا لروعة الزمان ، والمكان ، والمناسبة .

كفت الحياة في مكة عن الحركة ، ووقفت الألوف المسلمة كالنسمة الساكنة تردد في خشوع وهمس كلمات الآذان وراء بلال ....

وعاش بلال مع الرسول صلى الله عليه وسلم يشهد معه المشاهد كلها ، ويؤذن للصلاة ، وكان بلال يزداد كل يوم قربا من قلب رسول الله الذي كان يصفه بأنه رجلا من أهل الجنة ...

وذهب الرسول إلي الرفيق الأعلى راضيا مرضيا ونهض بأمر المسلمين من بعدة خليفته أبو بكر الصديق ..

وذهب بلال إلي خليفة الرسول يقول له :

" ياخليفة رسول الله إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أفضل عمل المؤمن ، الجهاد في سبيل الله "

قال له أبو بكر : فما تشاء يابلال ؟؟؟

قال : أردت أن أرابط في سبيل الله حتى الموت .....

قال أبو بكر : ومن يؤذن لنا ؟؟؟؟؟

قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع : إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله .

وفاة بلال :

ويختلف الراة ، فيروى بعضهم أنه سافر إلى الشام حيث بقي بها مجاهدا ومرابطا .

ويروى بعضهم الآخر ، أنه قبل رجاء أبو بكر في أن يبقى معه في المدينة ، فلما قبض وولى لخلافة عمر ، استأذن وخرج إلى الشام .

على أي حال فقد نذر بلال بقية حياته وعمرة للمرابطة في ثغور الإسلام ، مصمما على أن يلقى الله ورسوله على خير عمل يحبانه .

آخر آذان لبلال :

وكان آخر آذان له ، أيام زار الشام أمير المؤمنين عمر ، وتوسل المسلمون إليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة واحدة .

ودعا أمير المؤمنين وصعد بلال وأذن فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله وبلال يؤذن له ... بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا .... وكان "عمر" أشدهم بكاءا ...!!!

لتحميل الملف بصيفه pdf اضغط على الصورة اسفل


منقول من كتاب رجال حول الرسول

للكاتب خالد محمد خالد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق